قصيدة سيرة المصطفى

دع نباح الحاقدين في ليل ذي ظلم
فللمصطفى سيرة عطرها لم ينعدم
ما ضر العواء عواء ذي درن
من خصه الرحمن بخلق غير منهدم
حباك الله يا رسول الهدى بهدي
يجبى إليك دون القلوب منسجم
تاه الزمان يوم كان مولده
وصاح النور من ظلمة الأحقاد والعتم
شمس الهدى يوم ربيع قد أينعت
بصائر قوم من عرب هم ومن عجم
وانطفأت نار المجوس خاسئة
عليها تجلت نسائم احمد ذا قيم
تزعزع كسرى لما انشق إيوانه
تزعزع الوليد المنسل من رحم
وانبعثت أنوار من أم الرسول آمنة
أضاءت قصور الشام والبطاح من أمم
حفتك عناية الرحمن لما فنا
طوق الأرحام بالردى لم يدم
فكنت المتوج للخلق المحمود والتقى
وكنت الأمين تجود بالطهر ذا شيم
يا ليلة ضمت قول الحق بصدر محمد
ناء بالتفكر عن كل ذي سمع وذي كلم
عاف الحبيب بقلب كل من يشغله
عن ذكر الرقيب فعين الإله لا تنم
وهبت لما انجلى الضلال لنصرته
قلوب بالفطرة خيرة ذوات همم
فلم يزده كيد الكائدين بالله إلا تيمنا
كأن الأذى منهم في الصدر لم يحتدم
ولما كان النصر يوم الفتح مزدهر
خلى الرءوف سبيل القوم لم ينتقم
ذاك الذي لا ينال الحاقدون مذمته
أسوة المهتدين للضلال لم ترم
ملك الحسن في العالمين خلقا وتخلقا
وكان قوته من خبز ومن ادم
صلى عليك الله يا شفيع أمته
ما دام ليل وصبح بالآفاق ملتزم
وما شذا صوت بالقرآن يرتله
وما خطب الإمام بمنبر ذا عظم
صلاة بحب على الفؤاد قد طبعت
حتى تفيض الروح إلى الباري ذي الكرم